إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا . يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما.
أما بعد،
هذا بحث في تطور فكر غلام أحمد القادياني، بل أقول تدهور فكر، وعقيدة غلام القاديانية في الكفر والضلال.
فأول ما ادعى غلام أحمد القادياني أنه مكلف من الله ولم يذكر أي شيء عن النبوة والرسالة، وذلك في كتابه الأول "براهين أحمدية"، والذي يدهش القارئ أن هذا الكتاب يحتوي بل متخم بإلهامات غلام أحمد القادياني ومناماته والخوارق والكشوف والتكليمات الإلهية والنبوءات التي طفحت بها أجزاء هذا الكتاب، والادعاءات والتحديات الطويلة العريضة التي تخرجه من كتب البحث العلمي النزيه، والنقاش الديني الهاديء، إلى كتاب التحدي والادعاءات السافرة التي تطغى عليها الأنانية وتمنع من الاستفادة منها، ومن ثم أنه مجدد هذا العصر، ومن ثم ادعى أنه المهدي، وبعد ذلك تطور وادعى أنه هو عيسى ابن مريم، ومن ثم انه مريم التي حبلت بعيسى ثم ولد نفسه فخرج عيسى من مريم التي هي غلام أحمد القادياني، وولد عيسى الذي هو أيضا غلام أحمد القادياني، وبعد ذلك ادعى النبوة بصراحة تامة، كما بينت ذلك في البحث الأول، وكفر من لم يتبعه، كما بينت في البحث الثاني، وتطور معه الأمر أن الله يكلمه مباشرة، وبعد ذلك رفع نفسه فوق جميع الأنبياء والخلق، ولم يكتف بذلك بل ادعى أنه ابن الله والعياذ بالله، ولكن هل وقف عند هذا الحد، لا والله بل ادعى –والعياذ بالله والعياذ بالله- أن الله سبحانه وتعالى حَلَّ فيه، فكان غلام أحمد القاياني هو الإله وخلق السماوات والأرض وخلق آدم ... إلى أخر ما ادعاه هذا الدجال الكافر الزنديق. وسأبين جميع ما ذكرته هنا بالأدلة من كتبه وكتب أتباعه عليهم من الله ما يستحقون.
الأدلة الأولى ستكون من كتاب "براهين أحمدية" الذي وضَّح فيه الغلام أحمد القادياني وبصراحة تامة أنه مكلف من الله، ومرسل من الله، وأن الله يكلمه ويوحي إليه.
النقل الأول من كتاب "براهين أحمدية":
ننظر كيف بدأ فكر الغلام يتطور أو دعوني أقول خططه تتوالى وتتطور، كأنها مرسومة منذ البداية، ليصل إلى ما يريد، بل ما تريد الحكومة البريطانية من تحريم الجهاد، وزعزعة الدين الإسلامي في نفوس المسلمين على يد هذا غلام أحمد القادياني، لنتأمل هذا النقل،
النقل الأول:
يستلزم من هذا الكلام، أن من يأتي بشريعة جديدة ليس بعاقل، يعني إما مجنون أو ضال، لأن كلاهما ليس بعاقل.
وأثبتنا في المبحث الثاني أن غلام أحمد القادياني ادعى أنه صاحب شريعة جديدة، ومن لم يؤمن به فهو كافر، فهو يحكم على نفسه بالجنون، فكيف إيها القادياني العاقل الباحث عن الحق، تتبع رجل يقول عن نفسه أنه مجنون!!!!.
فعجبا من هذا التناقض، وهذا الافتراء، ولكن القادم أعظم.
النقل الثاني:
إذا كان غلام أحمد القادياني يقول أن القرآن بلغ درجة الكمال، وإذا كان زمن القرآن الكريم، الذي هو زمن محمد صلى الله عليه وسلم بلغ ذروة الإصلاح، وهذا ما أكد عليه الغلام أحمد القادياني، فيكون ذلك دليل على أن زمن محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الأزمنة، والدين في زمانه صلى الله عليه وسلم بلغ التمام والكمال. فلماذا يدعي هذا الغلام الدجال أن زمانه أفضل الأزمنة وأكملها، وبلغ الدين كماله في زمان غلام أحمد القادياني الدجال، والدين أصبح كالبدر في زمانه رغم أنه كان كالهلال على زمن محمد صلى الله عليه وسلم وهذا كله حسب زعم الغلام فما هذا التناقض العجيب وإليك النقل:
النقل الثالث:
وعلى كل حال نحن ليس بحاجة لرأي هذا المدعو غلام أحمد القادياني الدجال لإثبات أن الدين كامل وليس بحاجة إلى من يكمله، فكلام غلام القاديانية المناقض لكلامه الأول الذي هو أن الدين في زمانه بلغ درجة الكمال، وأصبح كالبدر، مخالف لصريح الكتاب والسنة، فالله سبحانه وتعالى يقول:(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)،ويقول عليه الصلاة والسلام: "خَيْرُ الْقُرُونِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ". فلزم من ذلك أن خير الأزمن هو زمن رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ويستلزم من ذلك أن الدين في زمانه صلى الله عليه وسلم أفضل من أي زمان آخر، لأنه زمن الوحي والتنزيل. وهذا الكلام يؤكده غلام أحمد القادياني في هذا النقل أعلاه، لكنه ينقضه ويخالف قول نفسه، ويخالف القرآن الكريم وقول سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم في النقل الثاني من كتابه خطبة إلهامية.
وأفضل تعليق على ذلك قوله تعالى:(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا).
المصدر: براهين أحمدية – صفحة 378
إذن يزعم الغلام أحمد القادياني أن الله تعالى يخاطب الأولياء ويكلمهم، والعياذ بالله من هذا الكلام، ولم نسمع به من هذا الدجال، ومن كان على شاكلته. ولكنه رغم ذلك يقول أن هذه المخاطبات القصد منها المواساه للناس، وليس هي تشريع. أما كلام الله للرسل يكون عند ذهاب الدين واشتداد الأمر، وللتشربع، أما هذا فلا يوجد منه للأولياء. هذا حسب زعم الغلام أحمد القادياني الدجال.
إذن رأينا كيف قال في البداية باستحالة نزول شريعة جديدة، وبعد ذلك تطور الأمر وقال أن القرآن ليس بحاجة إلى كتاب يأتي بعده، ولكنه ما لبث في كتبه الأخرى أن نقض كلامه، وادعى ما حرمه وأكد عليه. ويؤكد ذلك أيضا قوله أن وحي الملهمين ليس وحي تشريعي أنما هو من باب المواساه فقط، وهذا هو النقل.
النقل الرابع:
أي لا يمكن أن تكون مكالمات الملهمين من باب التشريع، على عكس ما يدعيه غلام أحمد القادياني أن مكالمات الله له ووحيه وحي تشريعي، وهذا هو الدليل:
وأقول ما قاله ابن تيمة رحمه الله تعالى : ما جاء صاحب باطل إلا أُخذ من كلامه ما يرد به إليه.
وبعد أن ادعى أنه صاحب شريعة جديدة، فإنه كفر من لم يتبعه، وهذا أثبته في البحث الثاني من هذه السلسة "هل غلام أحمد القادياني صاحب شريعة جديدة". فليراجع.
هل وقف عند هذا الحد، أنه نبي مرسل وصاحب شريعة جديدة، وأن من لم يتبعه ليس بمسلم، كما أكد في كتابه "حقيقة الوحي" صفحة 147.
النقل الخامس:
رابط مباشر: http://new.islamahmadiyya.net/Userfiles/File/pdf/whole_book_Haqeeqatul_Wahi.pdf
واضح جدا من هذا النقل أنه يكفر من لا يتبعه، يعني يكفر أمة محمد صلى الله عليه وسلم. فأي كذب على الله ورسوله، وأين أصلا الدليل انه مرسل من الله؟ بل هو مرسل من الشيطان الأكبر، بريطانيا. كيف لا وهو عطل الجهاد، كيف لا وهو نسخ شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، والدليل على ذلك أنه يكفر أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ودليل ذلك قوله أعلاه وقول ابنه وخليفته الثاني محمود أحمد القادياني. وعلى كل حال بينت ذلك بكل وضوح في البحث السابق من هذه السلسلة والمشار إليه أعلاه.
استطردت قليلا عن السؤال، لكن دعونا نعود إلى السؤال:
هل وقف غلام أحمد القادياني عند هذا الحد،أنه نبي مرسل وصاحب شريعة جديدة، وأن من لم يتبعه ليس بمسلم، أم أنه ادعى أكثر من ذلك؟.
لننظر في كتب غلام أحمد القادياني ولنرى كيف يفضل نفسه على جميع الخلق، وعلى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلمم، بل وعلى جميع الانبياء، حتى يفضل نفسه الكافرة على خير خلق الله وأفضلهم محمد صلى الله عليه وسلم.
وأبدأ برأي غلام أحمد القادياني في من هو أفضل البشر. حيث قال في كتابه "مرآت (آئنيه) كمالات إسلام" التالي:
النقل السادس:
يقول صلى الله عليه وسلم ((أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي، وأنا أوّل من تنشق عنه الأرض)) رواه الترمذي في جامعه، وقال: حديث حسن صحيح. قال الإمام مسلم رحمه الله في أوائل كتاب الفضائل من صحيحه: ((أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأوّل من ينشق عنه القبر، وأوّل شافع وأوّل مشفع)).فيكفينا قول نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ولسنا بحاجة لشهادة هذا الدجال على أفضليت رسولنا الكريم.
"وجاء في نصوص كثيرة من الكتاب والسنة بيان عظم قـدر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ورفعة مكانته عند ربه تعالى من خلال الفضائل الجليلـة والخصائص الكريمة التي خصه الله بها، مما يدل على أنه أفضل الخلق وأكرمهم على الله وأعظمهم جاها عنده سبحانه، قال الله سبحانه: (وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا) النساء/113، وأجنـاس الفضل التي فضله الله بها يصعب استقصاؤها؛ فمن ذلك: أن الله عز وجل اتخذه خليلا، وجعله خاتم رسله، وأنزل عليه أفضل كتبه، وجعل رسالته عامة للثقلين إلى يوم القيامة، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وأجرى على يديه من الآيات ما فاق به جميع الأنبياء قبله، وهو سيد ولد آدم، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع، وأول مشفع، وبيده لواء الحمد يوم القيامة، وأول من يجوز الصراط، وأول من يقرع باب الجنة، وأول مـن يدخلها. . . إلى غير ذلك مـن الخصائص والكرامات الواردة في الكتاب والسنة، مما جعل العلماء يتفقون على أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أعظم الخلق جاها عند الله تعالى، قـال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "وقد اتفق المسلمون على أنه صلى الله عليه وسلم أعظم الخلق جاها عند الله، لا جاه لمخلوق أعظم من جاهه، ولا شفاعة أعظم من شفاعته." "منقول من فتاوى اللجنة الدائمة"
والآن لنرى كيف بخالف غلام أحمد القادياني قوله في أن محمد صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم، وسيد المرسلين، ولقد بينا سابقا تناقضه في قوله "وبأن الله ختم به النبيين" حيث أنه -أي غلام أحمد القادياني- ادعى النبوة. وهذا النقل أعلاه هو واحد من نقول كثيرة يقر فيها أن محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق وأفضل الرسل وآخر النبيين لأنه قال "ختم به النبيين" وهذا يرد على أتباعه أن محمد صلى الله عليه وسلم ليس خاتم النبييين.
لكنه يفضل نفسه عليه وعلى جميع الرسل عليهم الصلاة والسلام.
انتهى الجزء الأول من هذا البحث ولله الحمد والمنة.
إضغط هنا لقرأءة الجزء الثاني من هذا البحث وهو: كيف ادعى غلام أحمد القادياني أنه أفضل خلق الله
ملاحظة: يحق لكل مسلم نشر الموضوع لكن مع ذكر المصدر
المراجع:
-
القاديانية دراسات وتحليل – تأليف الاستاذ إحسان إلهي ظهير. (وقد نقلت الكثير من هذا الكتاب بالنص ولم أشر لذلك لتصرفي في معظم النصوص)
-
كتب غلام أحمد القادياني، وكتب أتباعه.