بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصبحة الأخيار، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
ففي هذا البحث أتناول موضوع، هل يجوز على النبي أن يكون كافرا قبل البعثة؟.
حفظ الله سبحانه وتعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، قبل بعثته من كل شرك وكفر،حنيفا مائلا عن الشرك، موحدا لله تعالى، فلم يسجد لصنم قط، وما عبد غير الله قط، ومن المعروف أنه كان يخرج إلى غار حراء ليتعبد لله فيه الليالي. وكان بعيداً كل البعد عن الأصنام وكل ما يتعلق بها، حتى أنه كان لا يأكل مما يذبح عندها، وروى البخاري في صحيحه: قال البخاري ( 5499 ) حدثنا معلَّى بن أسد قال: حدثنا عبد العزيز يعني ابن المختار قال: أخبرنا موسى بن عقبة قال: أخبرني سالم: أنه سمع عبد الله يحدث، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنه لقي زيد بن عمرو بن نُفَيل بأسفل بَلْدَحَ، - مكان في طريق التنعيم ، ويقال هو واد - وذاك قبل أن يُنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي، فقُدِّم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرة فيها لحم، فأبى أن يأكل منها، ثم قال: إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم، ولا آكل إلا مما ذُكر اسم الله عليه " .
فهذا بدل دلالة واضحة على حال نبينا الكريم قبل بعثته، وكيف حفظه الله تعالى من كل سوء، ومن كل شرك. حتى الأنعام التي تذبح على النصب رفض أن يأكل منها.
فنشأ صلى الله عليه وسلم سيلم الفطرة، ونقي القلب، حنيفا مسلما على ملة أبيه إبراهيم عليهما السلام، فلم يكن على أي شيء من الشرك مما كان عليه أهل مكة، بل كان بعيدا كل البعد عن ذلك. حتى احتفالاتهم وأعيادهم لم يكن يحضر منها شيئا.
وكانت حياته وصفاته قبل بعثته - صلى الله عليه وسلم - تؤكد نبوته وصدق ما جاء به، فقد عُرِفَ بأنه أحسن قومه خلقا، وأفضل شهادة له صلى الله عليه وسلم بحسن خلقه قبل النبوة قول خديجة رضي الله عنها بعد أن جاءه الوحي في غار حراء وعاد مرتعداً، فقالت له: ( كلا والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكَل، وتكَسب المعدوم، وتَقري الضيف، وتعين على نوائب الحق ) رواه البخاري .
وقال ابن هشام في السيرة النبوية: " فشب رسول الله صلى الله عليه وسلم والله تعالى يكلؤه ويحفظه، ويحوطه من أقذار الجاهلية، لما يريد به من كرامته ورسالته، حتى بلغ أنْ كان أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خلقاً، وأكرمهم حسباً، وأحسنهم جواراً، وأعظمهم حلماً، وأصدقهم حديثاً، وأعظمهم أمانة، وأبعدهم من الفحش والأخلاق التي تدنس الرجال، حتى سمي في قومه الأمين، لِما جمع الله فيه من الأمور الصالحة "
ولو تتبعنا سيرة خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم، لملأنا مئات الصفحات من سيرته العطرة قبل بعثته. نستفيد مما سبق أنه لا يمكن أن يكون النبي كافراً قبل بعثته، ويستحيل ذلك في حقه، لأن ذلك يكون قدحا في النبي وعائقاً لدعوته للناس، فلم نر في كتاب ولا في ملة أن نبي مرسل من الله تعالى كان كافراً قبل بعثته.
ولكن موضوعنا هنا هو هل كان غلام أحمد القادياني كافراً قبل بعثته؟
النقل الأول:
فهذا أول دليل على كفر غلام أحمد القادياني قبل أن يدعى أنه نبي ومرسل من ربه.
النقل الثاني:
نرى في النقل الأول على اليمين؛ أنه يكفر كل من يؤمن بنزول عيسى عليه السلام. وفي النقل على اليسار يُقِر أنه كان يعتقد بهذه العقيدة قبل أن يدعي النبوة، أي أنه كان يؤمن بنزول عيسى عليه السلام مرة أخرى من السماء. فدل ذلك على أنه كان كافراً قبل ادعائه النبوة، حسب حكمه. فلو كان مرسل من الله تعالى لعصمه الله تعالى من هذا الاعتقاد، كما الله تعلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من السجود للأصنام، وعصمه حتى من أكل ما يذبح لها. فدل ذلك على كذب غلام القاديانية.
ومن الواضح أن الغلام أحمد القادياني مدعي ودجال وكاذب، وليس رسول من الله كما يزعم، بل هو رسول البريطان لتعطيل الجهاد لتتمكن الدولة البريطانية من متابعة سرقاتها لخيرات الهند بدون إزعاجات.
وهذا هو النقل كاملا من كتاب "إعجاز احمدي" مع تعليقي عليه:
يقول الغلام أحمد القادياني "مع أن هذا الالهام كان مذكورا بصراحة تامة في البراهين الاحمدية، ولكن حكمة الله تعالى اخفته عن عيني (الوحي مخفي عن عينه أي وحي هذا وأي إله هذا ينزل وحي ولا يفهمه من يتلقاه لكن سنعرف السبب بعد قليل)، ولذلك صرحت في البراهين الاحمدية بعقيدة المجيء الثاني لعيسى عليه السلام بسبب الذهول الذي أُلقي على قلبي (إله الغلام أحمد يلقي عليه ذهولاً حتى لا يفهم الوحي فأكيد ربه يلاش يلاعبه ويداعبه بعد أن حمل منه بعيسى) مع أنني كنت قد سُميتُ في كتاب "البراهين الاحمدية" نفسه مسيحا موعودا بكل صراحة ووضوح وجلاء. فمما يدل على بساطتي المتناهية وذهولي البالغ (هذا هو سبب عدم فهمه للوحي أنه أنسان أحمق غبي) أن الوحي الإلهي كان يعدُّني مسيحا موعودا (نبي يوحى اليه ويكون ذاهلا وذو بساطة متناهية يعني احمق هل يبعث الله من هو بهذه الصفات، أحمق) ولكنني مع ذلك سجّلت في البراهين الأحمدية تلك العقيدة التقليدية نفسها. (يسمي عقيدة نزول المسيح تقليدية أي أنها عقيدة الصحابة الكرام ومن تبعهم،وكتبها رغم نزول الوحي عليه يعني يكذب الوحي ويكون كافراً بذلك حسب فتواه، ويكفي أنه بعترف أنها عقيدة سلفنا الصالح الصحابة والتابعين والقرون المفضلة ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين) إنني لأستغرب بنفسي كيف كتبت هذه العقيدة التقليدية في البراهين الاحمدية مع أن الوحي الالهي البيّن المذكور في الكتاب نفسه كان يعتبرني مسيحا موعودا ؟! (بل هذا من التناقض وتغيير الخطة إلى ادعاء الوحي والنبوة والرسالة، ولا تستغرب من نفسك أن كنت كافراً حسب فتواك)
ثم ظللت غافلا وذاهلا تماما الى اثني عشر عاما (اثني عشر عاما يترك الناس في ضلال حسب زعمة، ولا يخبرهم بما أوحي الله إليه، فهل انقطع الوحي عنه اثنا عشرة سنة؟ أم انه كان اخفى الوحي وخان الامانة ولم يبلغ على كلا الحالين فهذا الكلام كذب واضح يعرفة الصغير قبل الكبير والجاهل قبل العالم، ورغم أنه يقول في كتاب براهين أحمدية أنه مكلم ويوحى إليه من الله فكيف ينقطع الوحي إثنا عشرة سنة والكتاب لم ينتهي من تأليفة إلا سنة 1884 وهو ادعى النبوة في 1891 فأين هذه الاثنا عشرة سنة التي يدعيها) – وهي مدة طويلة- عن حقيقة أن الله تعالى كان قد عدّني بوضوح تام وفي صراحة متناهية مسيحا موعودا في البراهين الأحمدية، وظللت متمسكا بالاعتقاد التقليدي (يعني متمسكا بالكفر حسب فتواه) عن المجيئ الثاني لعيسى عليه السلام (يعني يكذب الوحي الواضح ولا يبلغ الناس فأي نبي هذا) وبعد مرور اثني عشر عاما حان الأوان لتُكشف الحقيقةُ عليّ (ألم يكن واضح فما الحقيقة التي ستكشف أم أن ربك يلاش يداعبك ثانية) فبدأت الإلهامات تنزل عليّ بالتواتر قائلةً بأنك أنت المسيح الموعود (يقصد أمر البريطان له وايحاء الشيطان الاكبر خليفته الاول له بذلك) ...
وأمرت:"فاصدع بما تومر". وأعطيت آيات كثير (سمها لنا يا دجال انت واتباعك) .... ولماذا كتبتُ على عكس الوحي الالهي الوارد فيه (يعني البراهين الاحمدية فيعترف انه خالف الوحي الالهي فلماذا لم يقصمه الله لمخالفته الوحي. لان وحيه من شيطانه)"
ولكن قال الله تعالى: "وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73) وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا(74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75)" إذا كان هذا الحال مع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فكيف بهذا الدجال على فرض أن ادعاءه صحيح هل يتركه الله تعالى على عكس الوحي الإلهي ولا يقصمه، وأن يعتقد عقيدة كفرية، وهل يبقى اثنا عشرة سنة لا يبلغ ما ارسل إليه لأنه بسيط ولا يفهمه؟ ولا يعاقب على ذلك؟ وأي وحي هذا لا يفهمه الموحى إليه إلا أن يكون وحي من الشيطان أو من نفسه الكافرة ليصل إلى مأربه.
وانظر إلى جرأته على الله تعالى في النقل التالي من نفس الكتاب السابق "إعجاز أحمدي" صفحة 240:
قال الغلام أحمد القادياني: "لقد جعلتني الحكمة الالهية أخطئُ إذ ذكرتُ المجيء الثاني للمسيح عليه السلام في الكتاب نفسه الذي ورد فيه ذكر كوني المسيح الموعود"
يزعم ان الوحي جعله يخطئ في عقيدة يكَفَّرُ صاحبُها عليها، فأي وحي هذا يجعل الرسول كافراً رغم أنه في كتاب "براهين أحمدية" يقول أنه ينزل عليه إلهاما من الله تعالى، ومن ثم هذا خبر والخبر إما صادق أو كاذب، فدل على ان الوحي يكذب فدل على انه وحي شيطاني من ربه يلاش وليس من عند الله العليم الخبير، ليتوافق تغيير خبر الوحي مع المستجدات على الساحة القاديانية للمتنبي الكذاب.
فاتقول الله وعودا إلى دين محمد صلى الله عليه وسلم.
انتهى هذا البحث ولله الحمد والمنة.
والحكم لك أيها الباحث عن الحق.
ملاحظة: يحق لكل مسلم نشر الموضوع لكن مع ذكر المصدر
المراجع:
-
القاديانية دراسات وتحليل – تأليف الاستاذ إحسان إلهي ظهير. (وقد نقلت الكثير من هذا الكتاب بالنص ولم أشر لذلك لتصرفي في معظم النصوص)
-
كتب غلام أحمد القادياني، وكتب أتباعه.
-
((رابط لجميع كتب روحاني خزائن: http://www.alislam.org/urdu/rk/)).