top of page

عقيدة غلام أحمد القادياني

في

الحج ومكة المكرمة والمدينة النبوية

هل الحج إلى مكة أفضل أم الحج إلى قاديان؟

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى أزواجه أصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

فهذا بحث أبين فيه عقيدة غلام أحمد القادياني وأتباعه في الحج، وهل مكة -كرمها الله-، والمدينة -أغزها الله-، لهما قدسية عند القاديانية كما هو حال المسلمين أتباع محمد صلى الله عليه وسلم، أم أن توجه قلوبهم، وأفئدتهم، ومهجهم وأنظارهم إلى قاديان التي هي قرية المتنبي غلام أحمد القادياني.

للإجابة على هذا السؤال لا بد لنا من سؤال كتب غلام أحمد القادياني وخلفائه المعروفين، فهذا هو الإنصاف في الحكم لمعرفة عقيدة القوم.

أبدأ بنقل لمحمود ابن غلام أحمد القادياني والخليفة الثاني للقاديانية، والذي هو عندهم ملهم ويوحى إليه كأبيه.

النقل الأول:

5-1- مقاصد الحج لا تتحقق في مكة اليوم.JP

غلام أحمد القادياني وأتباعه يحاولون جاهدين صرف أنظار المسلمين عن قبلتهم ومهد رسالتهم مكة المكرمة، وعن المدينة النبوية إلى قاديان، طبعاً بإيعاز من بريطانيا المحتلة للهند المسلمة التي تريد أيضاً صرف الناس عن دينهم وعقيدتهم الصحيحة، فأوحت إلى غلام القاديانية ليصرف الناس عن عقيدتهم وعن إسلامهم، ويقتل فيهم روح الجهاد، وروح حب مكة والمدينة، فما كان منه إلا أطاع مسرعاً تحت إغراء المادة والسلطان والجاه، وصادف ذلك دعماً من الهندوس أيضا الذين قتلتهم هذه الرابطة التي تربط المسليمن في الهند وغيرها بمكة والمدينة فباع دينه بعرض من الدنيا، فعليه جميع اللعنات التي كتبها في كتبه.

النقل الثاني:

5-2- البقاء في قاديان أفضل من الحج النفل

وها هو غلام القاديانية يفضل البقاء في قاديان على الحج النفلي، أي حج التطوع، طبعا كعادته تكون هذه بداية الأمر، ثم بعد ذلك يصرح بما يجول في خاطره. الصلاة في مكة أفضل من مائة ألف صلاة من أي مسجد على وجه الأرض، فكم الصلاة في قاديان تعدل؟ وما الدليل من القرآن أو السنة على ذلك؟، فكيف يقول أن مجرد البقاء في قاديان فقط أفضل من الحج النفلي، وبالتالي أفضل من المكث في مكة، وفضل المكث في مكة معروف لأطفال المسلمين قبل كبارهم وعلمائهم. فهذا يخالف الكتاب والسنة فهو زندقة كما يقول غلام أحمد القادياني.

النقل الثالث:

5-3- جفاف مكة وخصوبة قاديان.JPG

في النقل أعلاه ظاهر تفضيل قاديان على مكة المشرفة، فإذا كانت مكة المكرمة قد جف خيرها الديني ولم يعد لها أي فضيلة على على غيرها، لأن أحكام التفضيل نسخت بسبب ظهور غلام أحمد القادياني وانتقال التفضيل إلى قاديان- كما يدعي غلام القاديانية- فالأفضل أن يتجه الناس إلى قاديان لأن الخيرات والأجور تكون في قاديان وليس في مكة والمدينة –والعياذ بالله- نطالب القاديانية بالدليل من الكتاب أو السنة على ذلك.

النقل الرابع:

5-4- خطاب محمود-253.jpg

من كلام غلام أحمد القادياني السابق، يظهر جلياً أن مقاصد الحج لم تعد تتحقق في مكة المكرمة، وبالتالي تتحقق في قاديان فقط، وفي الاجتماع السنوي للقاديانيين، لأن رب غلام القادياني عين قاديان لهذه المهمة التي هي تحقق مقاصد الحج القادياني، وبالتالي وجب على الأحمديين الذين هم القاديانيين أن يحجوا إلى قاديان كل سنة وإلا كان الهلاك؟ لماذا؟ لأنه غلام أحمد القادياني قال: " وهنالك خطر أو ضرر من الإهمال (في الحضور إلى قاديان)، لأن هذه أوامر ربانية ". بل قال في مكان آخر: "أن الحج إلى قاديان واجب كل عام على القاديانيين"، فهل تستطيعون؟!!!.

فهل بقي شك لدى أي قادياني باحث عن الحق أن غلام أحمد القادياني وأتباعه –وخاصه الخلفاء المجرمين- أنهم يسعون جاهدين إلى تدمير الدين والدنيا، تفكروا أيها القادنيون واتقوا الله تعالى ولا تبيعوا دينكم بعرض من الدنيا زائل.

النقل الخامس:

5-5- جفاف ثدي مكة والمدينة.JPG

يتضح بشكل جلي أن غلام القاديانية وأتباعه يعتبرون قاديان أفضل من مكة والمدينة، ولكن أريد نقل عدة نقول بشكل سريع ليتأكد الأمر، ويعرف القاديانية أن غلامهم يخالف الكتاب والسنة وإجماع الأمة.

يقول محمود ابن غلام القاديانية وخليفته الثاني والملهم ما ترجمته: "أقول لك حقيقة أن الله سبحانه وتعالى أخبرني أن أرض قاديان مباركة، وهنا نزلت بركات مكة والمدينة"، المصدر: (تقریر مرزا محمود احمد، المندرج في الفضل ۱۱/ستمبر 1932).

ويقول أيضا ما ترجمته: "هذا المكان من قاديان هو المكان الذي جعله الله تعالى بمثابة السرة للعالم كله (أي أم القرى ومركز العالم)، وأعلن أنه أم لجميع العوالم، ويمكن الحصول على كل نعمة للعالم من هذا المكان المقدس"، المصدر: (الفضل ۳/جنوری 1925).

بعد هذه النقول نريد الآن أن نعرف حكم غلام أحمد القادياني على هذا الكلام.

الحُكم: يقول غلام أحمد القادياني: "آمنت بكتاب الله وأشهد أن خلافه زندقة" (المصدر: ورحاني خزائن 5 – صفحة 21– آنيه كمالات إسلام (مرآت كمالات إسلام).

 

لنر هل الكلام في النقول السابقة يخالف كتاب الله تعالى أم لا؟

غلام أحمد القادياني وأتباعه خالفوا آيات كثيرة في كتاب الله عز وجل ومنها:

الآية الأول: يقول الله تعالى: "وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ۖ وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ" (سورة البقرة-125).

قال مجاهد في تفسير: "وإذ جعلنا البيت مثابة للناس" قال: "يثوبون إليه, لا يقضون منه وطرا".

وليس مثابة فقط "وأمنا" أي من دخله كان آمناً، وبعد ذلك أمر الله تعالى الناس باتخاذ مقام إبراهيم مصلى.

بعد أن جعل الله قلوب الناس معلقة في البيت الحرام، معلقة بالكعبة، ويأمرهم بالصلاة فيه، فهل بعد كل ذلك يجوز أن تكون ثمرة مكة والمدينة انقطعت، ولا خير في الحج إليها؟؟!!.

الآية الثاني: قال الله تعالى: "جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ ۚ ذَٰلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" (سورة المائدة-97)

قال ابن عباس في قوله تعالى "جعل الله الكعبة البيت الحرام قيامًا للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد "، قال: "يعني قيامًا لدينهم, ومعالم لحجهم".

إذا كان الله تعالى جعل الكعبة قياماً للناس ومعالم لحجهم، فلماذا غلام أحمد القاديانية وأتباعه يقولون أن الحج في مكة جاف وأن الغرض من الحج لا يتحقق في مكة هذه الأيام، لأن الله عين قاديان لمهمة الحج بدلاً من مكة، فأين دليل القاديانية على ذلك؟، أليس هذا القول من القاديانية يخالف الكتاب والسنة، إذن فهذا الكلام زندقة وقائله زنديق كما حكم بذلك غلام أحمد القادياني على نفسه وعلى أتباعه.

الآية الثالث: قال الله تعالى: "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97)" (سورة آل عمران)

إذا كان الله سبحانه وتعالى قد فرض واجب الحج على من استطاع من أهل التكليف السبيل إلى حج بيته الحرام، فكيف يوجب الله أمراً على الناس ولا منفعة منه، وخاصة أنه سيبذل الكثير من المال والجهد والوقت، فهل يفرض الله على الناس أمراً ليس فيه خير ولا منفعة، بل إن ثمرة الحج إلى مكة انقطعت كما يقول محمود ابن غلام القاديانية، وأصبحت في قاديان. أي لا ثمرة للحج إلى مكة المكرمة.

ولكن ماذا يقول نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في تفسير الآية "ومن كفر فإن الله غني عن العالمين" عندما سُئل "يا رسول الله من تركه كفر؟"، قال عليه الصلاة والسلام: "من تركه ولا يخاف عقوبته, ومن حج ولا يرجو ثوابه, فهو ذاك" أي فهو كافر.

وقال ترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنه:في تفسير "ومن كفر فإن الله غني عن العالمين"، قال: "من كفر بالحج, فلم ير حجه براً, ولا تركه مأثماً" أي يكفر بذلك.

الآية الرابع: قال الله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ۚ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (25)" (سورة الحج)

أليس في قول غلام أحمد القادياني وأتباعه صدّ عن المسجد الحرام، فهو كفر إذن، وإذا كان الإلحاد ظلم في الحرم ويذيقه الله تعالى عذاب اليم، فكيف تكون مكة جافة ولا ثمرة فيها والله تعالى يعاقب من يُحدث فيها.

أعوذ بالله من الإنتكاس، وعمى الأبصار والبصائر.

الآيتان الخامسة والسادسة: ألم يقسم الله تعالى بالبلد الحرام، فإن دل ذلك على شيء يدل على أن مكة المكرمة عظيمة الشأن عند الله تعالى وعند رسوله وعند المسلمين الذين هم أتباع محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يتخذون غيره رسولا ولا نبيا.

قال الله تعالى: "وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3)" سورة التين،

وقال الله تعالى: "لَا أُقْسِمُ بِهَٰذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنتَ حِلٌّ بِهَٰذَا الْبَلَدِ (2)" سورة البلد،

 

والمعنى أن الله تعالى يقسم بمكة المكرمة، وهذا من عِظم شأنها عند الله تعالى، وعند نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وعند المسلمين، أما القاديانية فالـمُـعّظم عندهم قاديان التي لا دليل من كتاب ولا سنة على أن لها شأن، غير كلام الدجال غلام أحمد القادياني وأتباعه الذين ليس لديهم أي دليل من كتاب ولا سنه على صحة ما ادعاه غلام أحمد القادياني من أنه نبي مرسل من عند الله تعالى>

ونقول فيهم كما قال غلام أحمد القادياني: "آمنت بكتاب الله وأشهد أن خلافه زندقة"، فغلام أحمد القادياني وأتباعه زنادقة لأنهم خالفوا القرآن الكريم وقدموا قاديان على مكة والمدينة، وخالفوا قول محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قال عليه الصلاة والسلام: "وَاَللَّهِ إنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إلَى اللَّهِ، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ".

 

بعد هذا العرض السريع لا بد أن تعيد النظر أيها القادياني في اتباع هذا غلام أحمد القادياني، فأنا والله مشفق عليك، فاتق الله في نفسك وأولادك وأهل بيتك، فالدينا لا تغني عن الآخرة، والسلامة في الآخرة لا يعدلها شيء.

 

والحمد لله رب العالمين.

bottom of page