والآن تعالَ أستعرض معك بعض الأمثلة على تعمد كذب كاتب الموضوع وتدليسه.
وطبعا هذا التدليس لا يكون أبداً من تلقاء نفسه، فلا بد له من موافقة كبراء القاديانية، وعلى رأسهم الخليفة المزعوم، خليفة الكفر والضلال.
المثال الأول :
يقول: (( وكان سيدنا أحمد يعرف طبيعـةَ المولوي الأمرتساري الرِعْديدة، فصرح حضرته بأن الأمرتساري قد قدَّم اقتراحًا جيدًا، ونأمل أن يظل متمسكا به. (المرجع السابق) ثم أضاف: "إذا كان المولوي ثناء الله مخلصا في تحديه بأن يهلك الكاذبُ قبل الصادق . . فلسوف يموت ثناء الله أولا". (مجموعة الإعـلانات، ج3 ص578) ))
كما تلاحظون فالمرجع المذكور هو لنفس الإعلان المترجم أعلاه!! والذي كتبه الميرزا في 15 إبريل 1907م. و كل من قرأ الإعلان يعلم أن الجملة التي أوردها الكاتب غير موجودة في ذلك الإعلان أصلا. وهي كذب محض خالص، لأن الميرزا هو الذي تحدى ودعى الله أن يهلك الكاذب في حياة الصادق بكل وضوح. ولم يكن الشيخ ثناء الله هو الذي طلب المباهلة.
المثال الثاني:
يقول موقع الجماعة الأحمدية : ((واختتم الإعلان بتصريح من سيدنا أحمد يقول فيه: "وأخيرا أرجو من المولوي ثناء الله أن ينشر تصريحي هذا في صحيفته "أهل الحديث"، ويعلق في نهايته بما يشاء، ويترك الحكم لله تعالى)).
لاحظوا كيف حرّف القاديانيون الجملة الأخيرة في الإعلان لتصبح ((ويترك الحكم لله تعالى)) بدلاً من الجملة الأصلية ((والآن الحكم بيننا بيد الله)). فالجملة الأصلية تثبت بأن الميرزا تقدّم بإعلانه النهائي وهو الدعاء بهلاك الكاذب أولاً ثم صار ينتظر حكم الله. أما الجملة المحرفة ((ويترك الحكم لله تعالى)) فتوهم القاريء بأن في الأمر انتظاراً لفعل ما من جانب المولوي ثناء الله الذي عليه أن يترك هو الحكم لله بعد ذلك !.
المثال الثالث:
وفيه التمويه و التحايل في النقل من كتب الميرزا.
يقول موقع الجماعة الأحمدية يقول المحرفة، والمدلسة: ((وما أن تلقَّى حضرتُه إعلانَ المولوي الأمر تساري حتى نشره مشفوعًا بقبول ما عرضه المولوي وصرح فيه بقوله: " لقد اطلعت على إعلان المولوي ثناء الله الأمر تساري الذي يدعي فيه أن لديه رغبةً مخلصة في أن يدعو كلٌّ منا بأن يموت الكاذبُ منا في حياة الآخر." إعجاز أحمدي ص 14، الخزائن الروحانية ج19 ص121))
حيث يسبك الكذاب هنا كذبته: بأن ثناء الله هو الذي طلب الدعاء، وليس المرزا. وأن المرزا هو الذي أجاب !!!.. أي أن ذلك الكاتب المُدلس قد قلب الآية تماما ًبين الاثنين !!!..
ولكشف هذا الافتراء أكثر وأكثر أيها القادياني الباحث عن الحق فتعالى معي نرى الآن - بالصورة أيضاً- ما ورد فعلا ً في الصفحتين رقم 121 و 122 من مجموعة الخزائن الروحانية ج19.
يقول الميرزا في الوثيقة الموضحة أعلاه ما ترجمته:
((في الحقيقة لقد اطلعت على إعلان المولوي ثناء الله الأمرتسري الذي يدعي فيه أن لديه رغبةً مخلصة في أن يدعو كلٌّ منا بأن يموت الكاذبُ منا في حياة الآخر.
وقد أبدى أيضاً رغبته في كتابة كتاب مثل كتابي "إعجاز أحمدي" بحيث يكون بنفس السلاسة و التفصيل، و بأنه سيحتوي أيضاً نفس الأهداف.
إذاً إن كان المولوي ثناء الله قد طرح طلباته تلك من صميم قلبه وليس نفاقاً منه فإنه لا يوجد شيء أفضل من ذلك، و هو بذلك سيؤدي خدمة لأمته في عصر النزاع هذا، وذلك إن كان تقدم مثل جندي في ساحة الوغى وحلّ النزاع بين الحق والباطل بهذه الطريقة. لا شك أنه قد جاء باقتراح جيد، لكن المهم هو أن يظل متمسكاً بنفس الشيء.
إذا غادر كذاب واحد هذا العالم وحصل الناس على الهداية نتيجة لذلك، عندها سيكون ذلك الشخص الذي يؤدي هذه "المبارزة بالدعاء" بمثابة نبيّ. لكن نحن لا يمكن أن نطلق تحدي المباهلة "المبارزة بالدعاء" و ذلك لأن العهد الذي أعطيناه للحكومة يمنعنا من هكذا تحدي.
بالطبع فإنه لا يمنع المولوي ثناء الله و غيره من الخصوم أن يدفعونا للرد من خلال إصدار هكذا تحديات سواء أكان ذلك من المولوي ثناء الله أو من أي مولوي غيره ذو شهرة وذو احترام بين جماعته بحيث يشهد 50 شخصاً محترماً على إعلانه. ولأن المولوي ثناء الله يبدو أنه مستعد لهكذا تحدّ كما تشير كتاباته فإننا لن نعارض هكذا تحد، في الحقيقة فإننا نعطيه الصلاحية من طرفنا لأن التحدي من طرفه كاف لحل النزاع. لكن الشرط هو أن الموت يجب أن لا يكون عن طريق القتل ولكن عن طريق مرض مثل الطاعون أو الكوليرا أو أي مرض مشابه، وبهذا لا تسبب هذه العملية أي مخاوف لمسؤولي الحكومة)).
أما القاديانيون فادعوا بأن الميرزا تحدى المولوي ثناء الله عام 1907م بالمباهلة لكن المولوي خاف ورفض التحدي، وهم بهذا يثبتون من حيث لا يدرون بأن الميرزا نقض عهده الذي أعطاه للحكومة البريطانية أن لا يتحدى أحداً للمباهلة، وإلا فليثبتوا بأن المولوي ثناء الله نشر تحد بالمباهلة موقعاً من 50 شخصاً كما طلب الميرزا في إعلانه عام 1902م.
فالحقيقة هي أن الميرزا في إعلانه النهائي بهذا الشأن عام 1907م دعى من طرف واحد أن يهلك الكاذب في حياة الصادق، وهو بهذا لم يطلق تحدياً من طرفه لأي شخص آخر. ونص الإعلان النهائي عام 1907م الموضح أعلاه دليل ناصع على ذلك لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد. لكن الميرزا مع ذلك أخل بتعهده أن لا يدعو على خصومه أن يموت الكاذب في حياة الصادق.
فباحتصار يتبين من هذا الكلام السابق لغلام أحمد القادياني، مناقضة ما كتبه كاتب الموضوع في الموقع الرسمي للجماعة مع الحقائق الواضحات من كتب الميرزا الأصلية نفسه !!..
ففي الوقت الذي يدعي فيه الكاتب المدلس على الموقع أن المرزا وافق على المباهلة نجد في كتب المرزا كما رأيت بالأعلى أنه استبدل المباهلة بدعاء من طرف واحد فقط كما رأينا من قبل، حتى لا ينقض عهده واتفاقيته مع الحكومة بعدم مباهلة أحد !!!!!!!!!!!..
واضح أن الحكومة الإنجليزية كانت أحرص على المرزا الكذاب من نفسه فأرادت أن تحميه من نفسه النرجسية التي تورده المهالك دوماً، والتي ستنتهي بموته حتما ًإن باهَل أحد المسلمين!!!.
المثال الرابع:
إقتباس أجزاء محرفة من الإعلان المؤرخ سنة 1907م و حشرها في سيناريو قصة في العام 1902م.
كما رأينا في النقطة الأولى فقد حرّف القاديانيون جزءاً من نص الإعلان فأوردوا إشارة الميرزا إلى تحدي المولوي له مع أن هذا ليس ما ورد في الإعلان. لكن الأسخف من فعلهم هذا هو تمويههم بأن تلك الجملة وردت في العام 1902م مع أنهم أشاروا إلى الإعلان المنشور سنة 1907م.
و لنقرأ الفقرات سوية ليتضح لك مدى وقاحة الكذب الوارد في السيناريو القادياني:
يقول موقع الجماعة الأحمدية : ((تدل السجلات التاريخية أن المولوي الأمرتساري تجاهَلَ هذا التحدي لمدة 5 سنوات، ولكنه في عام 1902م - ربما تحت ضغط من بعض زملائه - بادر وتحدى سيدَنا أحمد إلى المباهلة. وما أن تلقَّى حضرتُه إعلانَ المولوي الأمرتساري حتى نشره مشفوعًا بقبول ما عرضه المولوي وصرح فيه بقوله: "لقد اطلعت على إعلان المولوي ثناء الله الأمرتساري الذي يدعي فيه أن لديه رغبةً مخلصة في أن يدعو كلٌّ منا بأن يموت الكاذبُ منا في حياة الآخر." (إعجاز أحمدي ص 14، الخزائن الروحانية ج19 ص121) وكان سيدنا أحمد يعرف طبيعـةَ المولوي الأمرتساري الرِعْديدة، فصرح حضرته بأن الأمرتساري قد قدَّم اقتراحًا جيدًا، ونأمل أن يظل متمسكا به. (المرجع السابق)
ثم أضاف: "إذا كان المولوي ثناء الله مخلصا في تحديه بأن يهلك الكاذبُ قبل الصادق.. فلسوف يموت ثناء الله أولا". مجموعة الإعـلانات، ج3 ص578 )).
نرى مما سبق محاولات أتباع غلام أحمد القادياني اليائسة البائسة في تزوير قصة المباهلة وجعلها على غير صورتها الحقيقية ليظهروا للناس أن غلامهم المقهور، والهالك بعد هذه المباهلة لم يكن يقصد المباهلة، ولم يطلبها، ولم تجر على حقيقتها. لكن كلام غلامهم واضح جداً في كتبه ورسائله كما بينت في الأبحاث السابقة، بالإضافة إلى المعنى الواضح لكلمة "المباهلة" والدليل الواضح عليها من القرآن الكريم.
تم هذا البحث ولله الحمد والمنة.
المراجع:
-
القاديانية دراسات وتحليل – تأليف الاستاذ إحسان إلهي ظهير. (وقد نقلت الكثير من هذا الكتاب بالنص ولم أشر لذلك لتصرفي في معظم النصوص)
-
بحث الأستاذ "أبو حب الله" من متندى التوحيد. اضغط هنا.
-
بحث الأستاذ فؤاد العطار. اضغط هنا.
-
بحث الأستاذ فضل الله أمين محمد. اضغط هنا.
-
كتب غلام أحمد القادياني، وكتب أتباعه.
-
((رابط لجميع كتب روحاني خزائن: http://www.alislam.org/urdu/rk/)).
ملاحظة: يحق لكل مسلم نشر الموضوع لكن مع ذكر المصدر