top of page

المبحث السابع
 
هل فعلاً غلام أحمد القادياني
كَسَرَ الصليب بمجيئه؟

بسم الله والصلاة والسلام على رسول وعلى آله وصحبه ومن والاه.

 

الحمد لله الذي وفقني لكتابة ما مضى من نقض عقائد القاديانية، وبيان ضلال وكفر غلام أحمد القادياني؛ أمام أتباعه، وأمام الناس كافة، حتى لا ينغَرَّ الناس بعقائدهم وكفرهم الواضح البين.

 

هذا هو البحث السابع في عقيدة غلام أحمد القادياني في عيسى عليه السلام، وأثبت في هذا البحث أن غلام أحمد القادياني لم يكسر الصليب، ولم ينصر الدين، بل نصر الصليب، وحارب الدين. وأنصح بقراءة بحث "ولاؤه للبريطان" قبل قراءة هذا البحث.

 

من صفات عيسى عليه السلام أنه بُعث ليكسر الصليب، حتى أنه لا يُعبد بعد ذلك، وهذا من أكبر معجزات عيسى عليه السلام، بأنه لا يترك في الدنيا صليباً يعبد، ولا نصرانياً يسجد ويركع لغير الله تعالى، وقد أقر هذا المعنى غلام أحمد القادياني في كثير من كتبه، وفسر في بعضها أن كسر الصليب يعني ذوبان النصرانية، وغلبتها، وإطفاء نورها، إلى آخره من الألفاظ القوية في أنه سينتهي دين النصارى على عهده، فهل حصل هذا؟.. أكيد لم يحصل، بل زادت على عهده قوة النصارى وسطوتهم على المسلمين، بل ونصرهم هو بنفسه، فكيف يكون غلام القاديانية ارسل لكسر الصليب؟.

 

وهذا النقل يثبت رأي غلام القاديانية في ذلك:

 

النقل الأول:

وعدم وقوع هذه الصفة على غلام أحمد القادياني ظاهر للعيان خاصة في زماننا هذا، وفي زمن غلام القاديانية ازدادت أعداد النصارى في الهند بشكل ملحوظ، حيث كان عدد النصارى في عام 1891م، وهو العام الذي أعلن فيه غلام القاديانية أنه المسيح الموعود 2400 نفراً فقط في لواء "عورد اسبور"، وحسب حديث النبي صلى الله عليه وسلم المفروض أن لا يبقى ولا نصراني، لكن في عام 1901م أي بعد عشر سنوات من ادعاء هذا الدجال النبوة بلغ عددهم 4471 نفراً أي ازدادوا إلى الضعف في عهده، وفي عام 1931م كان عددهم 43343 نفراً.

 

يعني ازداد عدد النصارى بعد إعلان غلام القاديانية أنه المسيح الموعود عشرين ضعفاً في أربعين سنة فقط في لواء صغير، وهو لواؤه، وكان هذا الازدياد بمجهوده، ومباركته للنصرانية، حيث كان من بنود مبايعته والدخول في دينه، الطاعة للدولة البريطانية الغاصبه. فأي نصرة للصليب من قبل غلام أحمد القادياني، فقد نصره بكل ما أوتي من قوه، وكان ولاؤه للبريطان أشد من أي شيء آخر لأنهم ولي نعمته. فهذا دليل على كذب غلام القاديانية.

 

وهذا نقل آخر على نفس الموضوع، وهو أن غلام أحمد القادياني أرسل لكسر الصليب وإقامة الدين.

 

النقل الثاني:

ويثبت ما كتبته تعليقا على النقل، بحث "ولاؤه للبريطان"، والأبحاث في باب "النبوة عند القاديانية" فلتراجع.

 

فإذا كان أرسل لكسر الصليب، لماذا نصرهم، وحرَّم الجهاد ضدهم، ويتفاخر بنصرة أبيه لهم ضد المجاهدين، وبنصرة أخيه لهم أيضا، وأنه سار على نهجهم في نصرة البريطان. فلا أكثر من تناقض هذا الدجال عميل البريطان.

 

فإذا كان الدجال الذي سيظهر آخر الزمان هم النصارى وصليبهم، كما يدعي غلام أحمد القادياني، فلماذا لم ينتهوا في عهده، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول أن عيسى عليه السلام يقتل الدجال بباب لد، وليس هنا مورد البحث في أن الدجال هو النصارى أم أنه رجل يظهر ويقتل، مع التأكيد على أنه رجل يظهر ويقتله عيسى عليه السلام، لكن تنزلاً عند مناظرة هذا غلام أحمد القادياني وأتباعه؛ أقول إذا كان الدجال هو النصارى في عقيدة غلام أحمد القادياني وأتباعه فلماذا لم يقتل النصارى في عهده ولم ينتهي ملكهم وسلطانهم، ولماذا لا زال صليبهم يعبد حتى اليوم، بل ويرفع عيانا في الهند وباقي بلاد المسلمين ما عدا بلاد الحرمين حفظها الله من كيد الكائدين؟.

 

والنقل التالي يثبت كا أوردته إعلاه، النقل الثالث:

طبعا هذا التحايل منه على معنى الدجال ليثبت أنه هو المسيح الموعود، وإلا فأين الدجال الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم، وأن عيسى عليه السلام يقتله بباب لد؟. كل ذلك من القادياني هو تحايل على الدين، والتفاف على الدليل الواضح البين، ليثبت عقيدته الكافرة، وأنه مرسل بدل عيسى عليه السلام، وكل ذلك ساقط في ميزان الشريعة الإسلامية، كما وضحت في بحث "هل غلام أحمد هو عيسى عليه السلام" فليراجع. ووضحت أيضا في هذا البحث أن النصارى ازداوا قوة وعدداً في عهده ولم ينقصوا أصلاً، بل كان المفروض حسب زعمه أن ينتهوا من الدنيا على يديه.

 

ويقول أيضا في نفس الكتاب صفحة 481: " هل شاعت وغلبت مثل هذه الفتن العظيمة على وجه الارض أو هل سمع نظيرها"، إذا كان لم يمر بالمسلمين حال مثل حال الهند والاحتلال البريطاني لها في ذلك الوقت؛ إذن ما هي الحملات الصليبة والمغولية وغيرها، واين فتنتكم بجانب فتنة احتلال العراق وهجوم الغرب علينا هذه الايام واين اتباعك ليقضوا عل الصليب كما قضى عليه متنبيهم - عجب من عقول آمنت بكفره-، بل إن خلفاءه نصروا النصارى كما نصرها غلامهم الدجال.

 

وإليكم النقل الرابع، الذي يقول فيه أن دولة بريطانيا لا تؤمن بدين النصارى، ولا تدعمه، سفه في المقال والأعمال.

 

النقل الرابع:

والله هذا من أعجب ما قرأت لهذا الدجال غلام أحمد القادياني. الذي يطلع على تاريخ الهند، وفترة الاحتلال البريطاني لها يدرك تماماً أن هذا الكلام لا يصدر إلا من عميل، وكافر زنديق، أو جاهل غبي أحمق، وعلى كلا الحالتين لا يمكن أن يكون مثل هذا الشخص حامل رسالة، إلا رسالة كفر وزندقة.

 

النقل الخامس:

النقل التالي يوضح كيف دخل الناس في النصرانية في عهده. 

 

النقل السادس:

وبيَّنْت في بداية هذا البحث كيف أن عدد النصارى ازداد في عهد هذا الدجال، وفي عهد خلفائه في الكفر والدجل.

 

ولا أريد أن أطيل في هذا البحث لأنه من الواضح للعيان أن غلام أحمد القادياني، لم يكسر الصليب، لا فعلياً ولا معنوياً كما يقول. لذلك أضع عدة نقول من كتبه تبين أنه يقول أنه أُرسل لطمس دين النصارى وعقائدهم، وهدم كنائسهم، إضافةً لما نقلته أعلاه.

 

فكتبه مليئة في مثل هذه النقول التي يستعرض فيها أنه ما أرسل إلا لإنهاء دين النصارى، الذي لا زال يقوى يوماً بعد يوم منذ أن جاء هذا الدجال ونصر دين النصارى والمجوس.

 

النقل السابع:

في هذا النقل عدة أمور يجب أن تحدث حسب ما تنبأ بها غلام أحمد القادياني، وتحدث هذه الأمور بعد نزول أو ظهور المسيح الموعود حسب عقيدة القاديانية، وبعد ذلك نحكم على غلام أحمد القادياني، من خلال كلامه هل حدث ما تنبأ به فيدل ذلك على صدقه، أم أنه لم يحدث ويدل ذلك على أنه دجال ومفترٍ على الله ورسوله. وهذه الأمور هي:

 

 الأمر الأول: تعمير المساجد وهدم الدير أي الكنائس. لم يحدث ذلك.

الأمر الثاني: النصر القريب على النصارى، وانحسار الظلام بفضله. لم يحدث ذلك.

الأمر الثالث: تملأ الأرض عدلاً وتثمر. ولا ننسى أنه قال أن النصر قريب، وطلب من ربه أن يريه كسر صليبهم. لم يحدث ذلك.

 

وهذا هو النقل:

((راجع بحث يريد الله ما يريد الغلام وأهله)) والعياذ بالله.

 

الأمر الرابع: أنه يكسر صليبهم، ويقتل خنازيرهم، ويُدخل السعادة في الباقين. لم يحصل ذلك.

 

الأمر الخامس: أنه يكسر الصليب كسرا لم يكسره قبل ذلك ولا بعده، وهذا فيه تفضيل نفسه على محمد صلى الله عليه وسلم. لم يحصل ذلك الكسر.

 

((راجع بحث: كيف ادعى غلام أحمد القادياني النبوة فما فوقها. لترى كيف يفضل نفسه على جميع الأنبياء)).

 

الأمر السادس: فتح مبين. لم يحصل ذلك.

 

الامر السابع: يؤتى لغلام أحمد القادياني الملك العظيم، وتفتح على يديه الخزائن. لم يحصل ذلك. لأنه كان محكوما من البريطان، فأي ملك حصل عليه، لا ملك عظيم ولا ملك غير عظيم.

 

الأمر الثامن: تشرق الأرض بنور ربها، ولا أدري ماذا يقصد بذلك لكن لو اعتبرنا أنه يريد انتشار الدين في جميع الأقطار وغلبته على جميع الأديان كما كان يقول، فلم يحصل ذلك لا في عهده، ولا في عهد خلفائه؛ خلفاء الضلالة ودعاة الكفر. فلم يحصل ذلك.

 

الأمر التاسع: قوة الإسلام وشوكته، وهذه مثل الثامنة، لم نر ذلك على يد غلام أحمد القادياني ولا على يد أتباعه. إذن لم يحصل ذلك.

 

انتهى التعليق على النقل السابع. 

 

 

من هذا النقل نرى أن غلام أحمد القادياني لم يكسر الصليب، ولم تذوب النصرانية، ولم ينتشر الدين الإسلامي في جميع البلاد ويظهر على غيره.

 

فظهر أن كل ما تنبأ به غلام أحمد القادياني لم يحصل على عهده ولا بعده، فثبت بالدليل القطعي الذي لا شك فيه أن غلام أحمد القادياني كذاب، ودجال، وليس هو المسيح الموعود، لأنه حسب ما وضع من أوصاف لم تنطبق عليه، غير الأوصاف التي جاءت في أحاديث نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ولم تنطبق عليه، كما في بحث "هل غلام أحمد القادياني هو المسيح الموعود" فليراجع.

 

وعجباً من عقول لا تتفكر في كفر هذا الدجال.

 

 ولله الحمد والمنَّة على فضله وإحسانه، وأن وفقني لاستكمال هذا البحث.

 

أسأل الله تعالى أن يهدي جميع القاديانية إلى الحق.
 
انتهى هذا البحث ولله الحمد والمنة.

 

 

 

 

المراجع:

 

 

 

 

ملاحظة: يحق لكل مسلم نشر الموضوع لكن مع ذكر المصدر

 

bottom of page