هل تحققت نبوءة غلام أحمد القادياني
بأنه يتزوج من محمدي بيغم
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله على آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فهذا بحث عن تنبؤ غلام أحمد القادياني أنه يتزوج من محمدي بيغم ابنة أحمد بيك، التي تزوجت من غيره، عاش زوجها إلى الاربعينيات، وهي معه، وتوفيت بعده بسنين، مع العلم أن غلام أحمد القادياني هلك عام 1908 للميلاد.
يإختصار شديد، لم يتزوج غلام أحمد القادياني من هذه المرأة رغم أنه قال أن ذلك وعد ربه أن يزوجه إيهاها، وإذا تزوجت بغيره يموت وزجها وأبوها. طبعا هذه النبوءة كانت في عام 1888م.
لكن أريد أن اسرد القصة من خلال كتابات غلام أحمد القادياني. وإنك لتشعر أنه مراهق يسرد تمنيات وخيالات توافق هواه ومبتغاه.
النقل الأول:
من الواضح للجميع أنه طلب من هذا الرجل "أحمد بيك" أن يزوجه ابنته الكبرى "محمدي بيغم" لقاء أن يساعده في شراء قطعة أرض له حصة فيها، بل فقط مقابل أن يوافق على بيع حصته له، وعندما رفض طلبه في أن يزوجه ابنته، اتبع أسلوباً جديداً وهو أن الله أوحى له أن يخطب هذه البنت لنفسه، وإذا وافق فإن الله يقول له أي لأحمد بيك، أني أمرت -أي غلام أحمد- أني سأعطيك ما طلبت من الأرض وأخرى معها وأحسن إلك، وكل ذلك رغم أنف قبيلتي، طبعا يهدد لأن البيرطان يدعمونه ويحمونه. وكذلك يعطي ابنته ثلث ما يملك من الأرض وغيرها، ولا يسأله شيئاً إلا إعطاه إياه.
كل ذلك لأجل عيون ابنته، التي هام بها غلام أحمد القادياني ولم يقدر على أن تذهب لغيره، واشتغل قلبه الخمسيني من العمر نارا ولهيبا من عشقها.
ويقول بعد ذلك "فأشكرك وأدعو زيادة عمرك من أرحم الراحمين" لا أدري هل هذه أخلاق الأنبياء أنه إذا وافق على أن يعطيه ما يريد يدعو الله له وإلا يدعو عليه أن يموت خلال ثلاث سنين؟ يعني يهدده بالقتل وبقتل من يزوجه ابنته، لا أرى إلا أنها أخلاق المفسدين في الأرض وقطاع الطرق.
النقل الثاني:
هذا النقل من أجمع النقول التي يقول فيها وبصراحة أن الله أمره أن يطلب يد هذه البنت من والدها، ثم يبدأ بتهديد والدها إذا رفض هذا الزواج سيموت خلال ثلاث سنوات، ثم قرب ذلك وقال قريبا، لأنه معروف أن غلام أحمد القادياني كان يقتل خصومه، كما فعل بـ"آتم" وقتله، أو بعث من يقتله.
المهم بعد كل هذا التهديد والوعيد؛
يعود فيقول "أن الله قد قدّر أن يزوج تلك النبت الكبرى مني في النهاية".
ويقول: "ويردها إليك لا تبديل لكلمات الله، إن ربك فعال لما يريد".
أقول إذا كان الله تعالى –حسب زعم الغلام- قد قدر أن يزوج الغلام من هذه البيت، وأكيد لا تبديل لكلمات الله، وأن الله لا يغير وعده، فلماذا لم يتم الزواج؟ ومات غلام أحمد القادياني ولم يتزوج هذه البنت رغم أنه يقول أن الله سيزوجه إياها في النهاية، لكنه في النهاية لم يتزوجها، وهذا يستلزم شيئا من اثنين:
الأول: أن الله عاجز عن فعل ما وعد به غلام أحمد القادياني-والعياذ بالله-، وهذا محال في حق الله تعالى، لأن الله تعالى كامل في صفاته، ولا يعتريه النقص أبدا، بل سبحانه وتعالى هو القاهر فوق عباده، الفعال لما يريد، ولا يعجزه شيء. فإذا تبين لنا أن هذا محال لزم أن الأمر الثاني هو الواقع.
الثاني: هو أن غلام أحمد القادياني دجال وكذاب ومفتر على الله تعالى، وهذا هو الواضح تماماً، لأنه قال أن الله وعده أن يزوجه هذه الفتاة، لذلك هو يكذب على الله تعالى، لأن الله تعالى لا يخلف الميعاد. وهذا دليل على أنه دجال ومدعي للنبوة وليس مرسل من الله تعالى كما زعم.
وفي هذا النقل أكثر من نبوءة ووعد من الله له، حسب زعمه. وينطبق عليها الأمرين أعلاه.
وهذه النبوءات هي:
الأولى: أن الله سيزوجه من محمدي بيغم.
إذا زوجها أبوها من غيره سيكون التالي:
الثانية: سيموت أبوها خلال ثلاث سنوات.
الثالثة: سيموت وزوجها خلال سنتين ونصف.
الرابعة: أن هذه البنت سيكون مصيرها تعيسا جداً.
الخامسة: أن الله يردها إليه في النهاية بعد موت زوجها.
فهذه خمسة نبوءات، تنبأ بها غلام أحمد القادياني إذا لم يزوجه أبوها.
لكن التساءل، لماذا يرفض أبوها رغم أن هذا وعد من الله؟!!! حسب زعم الغلام.
هل الله غير قادر على جعل أبو محمدي بيغم أن يوافق، ويترك له الخيار؟!!! رغم أن الله قد قضى ذلك وقدر، كما يقول غلام أحمد القادياني في النقل أعلاه.
فهذا يستلزم أمور فاسدة، وهي: أن أحمد بيغم، الذي هو والد محمدي أحمد بيغم، خارج قدرة الله تعالى، والعياذ بالله. وإلا فإن الله إذا قدر شيئاً يهيء له الأسباب لوقوعه، لأن هذا من صفات الإله القادر، فكيف لم يوافق والد محمدي بيغم على الزواج؟!!! والله قد قدّر ذلك في سابق علمه، كما يدعي غلام أحمد القادياني.
فهذا كله يدل على كذب هذا غلام أحمد القادياني على الله تعالى، ودجله، وأنه مراهق مفتون، وولهان مجنون. فكيف أيها الأحمدي الباحث عن الجنة، تتبع مثل هذا الدجال، وتقول عنه أنه مرسل من الله تعالى، وكل هذه الأدلة تبين دجله وكذبه وتدليسه على الناس.
المهم هذه خمسة نبوءات في نبوءة واحد، أما أن تحقق كلها ويكون غلام أحمد القادياني صادق، أو لا تتحقق ويكون غلام أحمد القادياني كاذب.
إذا قال قائل لقد مات أبوها خلال الفترة التي حددها غلام أحمد القادياني، ما قولكم، فهذا دليل على صدقه.
أقول بل هذا أكبر دليل على كذبه ودجله، لأن الله تعالى دائمة ينفذ وعده، هل سمعت بنبأ قاله محمد صلى الله عليه وسلم وتخلف منه شيء؟ أكيد لا. وأضرب لكم مثالا من غزوة بدر الكبرى، حيث تنبأ النبي صلى الله عليه وسلم بمقتل بعض كفار مكة، وأشار إلى الأماكن التي سيقتلون فيها.
عُمَرَرضي الله عنه قَال: (( إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَيُرِيَنَا مَصَارِعَ أَهْلِ بَدْرٍ يَقُولُ: هَذَا مَصْرَعُ فُلَانٍ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، وَهَذَا مَصْرَعُ فُلَانٍ. فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ مَا أَخْطَئُوا تِلْكَ الْحُدُودَ)) رواه البخاري ومسلم.
يعني كل واحد من المشركين قتل في المكان الذي حدده له رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يتخلف عن ذلك أحد منهم. فلو تخلف واحد -وما كان له أن يتخلف لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الصادق فيما يقول المصدوق فيما يوحى إليه- لكان ذلك قدحا في صدق محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا محال في حقه صلى الله عليه وسلم، لأنه رسول الله حقاً.
ربما يعود فيقول ما بال عمرة الحديبية، لقد رأى الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام أنه يعتمر، ورؤيا الأنبياء حق، فلماذا لم تصدق الرؤيا؟. ومنع كفار قريش الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته من دخول مكة؟
الجواب على ذلك من وجوه:
الوجه الأول: وهذا لا نقول به لكن نذكره تنزلاً في مناظرة السائل، وهو أن الرسول صلى الله عليه وسلم رأى ذلك في المنام ولم يكن وحيا مباشراً، كما يدعي غلام أحمد القادياني أن الله كلمه في ذلك، ويؤخذ ذلك من قول غلام أحمد القادياني التالي: "أمرني ذلك الإله"، "توجهت إلى الله تعالى مراراً"، وقال:"والإلهام العربي الذي تلقيته بهذا الصدد"، وقال: "فأوحى الله إلي"، وقال:"وما قلت إذ قلت ولكن أنطقني الله تعالى بإلهامه". هذا كله يدل على أن الوحي كان كلاماً من ربه له، فلا مجال للتأويل فيه مثل الرؤى في المنام.
الوجه الثاني: أن الرسول صلى الله عليه وسلم أجاب عمر رضي الله عنه في ذلك عندما سأله عن ذلك، وهذا هو الحديث: قَالَ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَأَتَيْتُ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ أَلَسْتَ نَبِيَّ اللَّهِ حَقًّا قَالَ بَلَى قُلْتُ أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَعَدُوُّنَا عَلَى الْبَاطِلِ قَالَ بَلَى قُلْتُ فَلِمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا إِذًا..{وفى رواية: " قال عمر: لقد دخلني أمر عظيم, وراجعت النبي صلى الله عليه وسلم مراجعة ما راجعته مثلها قط "..وفى رواية" كان الصحابة لا يشكون في الفتح لرؤيا رآها رسول الله, فلما رأوا الصلح دخلهم من ذلك أمر عظيم حتى كادوا يهلكون " }-- قَالَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَلَسْتُ أَعْصِيهِ وَهُوَ نَاصِرِي قُلْتُ أَوَلَيْسَ كُنْتَ تُحَدِّثُنَا أَنَّا سَنَأْتِي الْبَيْتَ فَنَطُوفُ بِهِ قَالَ بَلَى فَأَخْبَرْتُكَ أَنَّا نَأْتِيهِ الْعَامَ،(يقصد العام الحالي) قَالَ قُلْتُ لَا قَالَ فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُطَّوِّفٌ بِهِ .... ) أخرجه البخاري.
هذا واضح من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال لعمر رضي الله عنه: فأخبرتك أنا نأتيه العام، أي هذا العام، فقال عمر رضي الله عليه لا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "فإنك آتيه ومطوف به". وغير ذلك أن هذا الصلح كان بوحي من الله لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "إني رَسُولُ اللَّهِ وَلَسْتُ أَعْصِيهِ وَهُوَ نَاصِرِي" فدل على على أن هذا وحي أيضا، أي الصلح والرجوع هذا العام وأن يعودوا العام المقبل.
وهذا تأكيد من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لثقته بموعود الله تعالى وأن الله لا يخلف الميعاد.
الوجه الثالث: أكد على ذلك الله تعالى بقوله:(( لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا)) سورة الفتح آيه 27.
وجاء الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته في العام التالي وطافوا بالبيت كما أخبرهم الرسول صلى الله عليه وسلم، أكد ذلك القرآن الكريم، وزيادة على العمرة بشرهم الله تعالى بفتح قريب لمكة، حتى مع هذا الصلح الذين جعل الله فيه الخير؛ من حيث لا يعلمون.
أما غلام أحمد القادياني، فرغم أن ربه كلمه مباشرة ورأينا نص الوحي الذي ادعاه غلام أحمد القادياني، فلم يتم له ما أراد، بل تزوجت البنت من غيره، ولم يحصل عليها. وبعد زواجها أدعى وحياً آخر "إنّا رادوها إليك" ولم يحصل ذلك. لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى العام التالي واعتمر وأصحابه.
لنتابع الآن الأحداث بعد أن رفض أبوها أن يزوجها لهذا الغلام وزوجها من غيره.
نتذكر النبوءات الخمس التي ذكرها غلام أحمد القادياني في وحيه المزعوم اعلاه.
فمجرد أن تزوجت هذه البنت من غيره، فهذا دليل على كذبه، في أن الله وعده بأن يزوجه إياها، وكما قلنا أن الله لا يخلف الميعاد.
الثانية: يموت أبوها، فعلا مات أبوها بعد مدة من الزمن.
الثالثة: يموت زوجها بعد سنتين ونصف، لكنه ما مات.
الرابعة: تعيش البنت حياة تعيسة، لم يحصل لأنها عاشت مع زوجها مدة طولة جداً إلى أن مات.
الخامسة: أن الله يردها إليه، لم يحصل ذلك.
هذه النبوءة تحقق منها عشرون بالمئة، وهل هذا حال نبوءات الأنبياء؟. يمكنك مراجعة الرابط التالي لتتعرف على بعض نبوءات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وكيف تحققت كلها مئة بالمئة. لأن أنبياء الله تعالى مؤيدون بالوحي وبنصرة الله لهم، وأن الله لا يبدل قوله ولا يخلف ميعاده.
فلما لم يحصل شيء من هذه الأربعة الباقية جدد الوحي والعهد، لعله يخوفهم. مع ملاحظة ان النبوءة السابقة كانت عام 1888م.
النقل الثالث:
وهذا هو يعترف أن كل ما كتبه أعلاه كتبه لوالد محمدي بيغم:
النقل الرابع:
بعد كل هذه المدة لم يحصل ما وعده به ربه، ولا ندري من ربه الذي يوحي إليه مثل هذه النبوءات، فهي مثل أختها نبوءة الطاعون الكاذبة. فلتراجع.
النقل الخامس:
طبعا مات غلام أحمد القادياني ولم تردّ له هذه البنت، وذلك دليل على أنه كاذب ومفترٍ على الله تعالى، فافتحوا عقولكم أيها القايانية واتقوا الله تعالى في أنفسكم وأهليكم، واتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة.
وفي كتبه الكثير من ولهه بهذه الفتاة، وكثير من التنبؤات التي يقول فيها إنها سترجع إليه بعد موت زوجها.
والسؤال المهم لجميع القاديانية: إذا كان ربه وعده بها منذ البداية؛ فلماذا سمح ربه أن تتزوج بغير الغلام؟
الآن سنرى إن كل ما قيل أعلاه يعني به "محمدي بيغم" وأنه كان مولعا بها.
النقل السادس:
ويقول أن أم محمود زوجته رأت في المنام أن زواجه من "محمدي بيغم" قد تم، أي أن النبوءة التي أشار إليها قد تمت، وأنه ستيزوج من هذه البنت كما وعده ربه يلاش الغشاش.
بعد كل هذا العرض، هل هنالك قادياني يستطيع أن يثبت لنا أن غلام أحمد القادياني تزوج بهذه المرأة؟
لا، ولن تستطيعوا لأن غلامكم قال إنها لم تتحقق:
وهذه هي النقول:
النقل السابع:
إذن يدعوا الجميع لانتظار أن تتحقق النبوءة وهي موت زوجها، ورجوعها إليه، وهذه النبوءة لم يتحقق منها شيء، فهذا هو حال الدجالين، المفترين على الله تعالى، وليس هو حال رسل الله، لأن كل ما يقولون يقع بالتمام والكمال، وبدون نقصان.
فاتقول الله وعودا إلى دين محمد صلى الله عليه وسلم.
انتهى هذا البحث ولله الحمد والمنة.
المراجع:
-
القاديانية دراسات وتحليل – تأليف الاستاذ إحسان إلهي ظهير. (وقد نقلت الكثير من هذا الكتاب بالنص ولم أشر لذلك لتصرفي في معظم النصوص)
-
كتب غلام أحمد القادياني، وكتب أتباعه.
-
((رابط لجميع كتب روحاني خزائن: http://www.alislam.org/urdu/rk/)).
ملاحظة: يحق لكل مسلم نشر الموضوع لكن مع ذكر المصدر